التحكيم التجاري في السعودية: متى يكون البديل الأفضل للقضاء؟

يُعد التحكيم التجاري في السعودية أحد الوسائل البديلة لحل النزاعات بعيدًا عن المحاكم، ويكتسب أهمية متزايدة في ظل تطور البيئة التجارية والاستثمارية.

فهو يُقدم آلية مرنة وسريعة لحل القضايا، مما يجعله خيارًا مفضلًا لكثير من المستثمرين والشركات.

في هذه المقالة، سنوضح الفرق بين التحكيم والمحكمة التجارية، مزاياه القانونية، كيفية اختيار المحكم، ومتى يكون الحكم التحكيمي نهائيًا وملزمًا في النظام السعودي.

ما الفرق بين التحكيم والمحكمة التجارية؟

التحكيم يعتمد على اتفاق مُسبق بين الأطراف ضمن العقد التجاري أو باتفاق لاحق عند نشوء النزاع.

 مزايا التحكيم التجاري في السعودية

1. السرعة في البت في النزاع دون المرور بالإجراءات القضائية الطويلة.

    

2. الخصوصية حيث تبقى تفاصيل النزاع سرية، وهو ما يُهم كثير من الشركات.

    

3. مرونة اختيار المحكمين من ذوي الخبرة في المجال التجاري.

    

4. قابلية التنفيذ الدولي في حال كان أحد الأطراف غير سعودي.

    

5. تقليل التكاليف في بعض الحالات مقارنة بالمحاكم.

    

وقد دعم النظام السعودي التحكيم عبر نظام التحكيم الصادر عام 2012 ومركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA).

 كيف يتم اختيار المحكم؟

يتم اختيار المحكمين بحسب ما ورد في اتفاق التحكيم بين الطرفين، وتُحدد الشروط التالية عادة:

• أن يكون مستقلًا وغير منحاز لأي من الطرفين.

   

• أن يمتلك خبرة فنية أو قانونية مناسبة لطبيعة النزاع.

   

• أن يكون مقبولًا من الطرفين أو معينًا من جهة تحكيم معتمدة مثل SCCA.

   

يمكن أن يكون المحكم فردًا واحدًا أو هيئة مكونة من 3 محكمين حسب الاتفاق.

 متى يُعد الحكم التحكيمي نهائيًا؟

بموجب نظام التحكيم السعودي، يُعد الحكم التحكيمي نهائيًا وملزمًا للطرفين في الحالات التالية:

• إذا تم إصداره وفق الإجراءات الصحيحة المنصوص عليها في الاتفاق.

   

• إذا لم يطعن أي من الطرفين عليه خلال المدة النظامية.

   

• بعد اعتماده من المحكمة المختصة لتكتسب الصيغة التنفيذية (في بعض الحالات).

   

⏳ الطعن في الحكم التحكيمي لا يكون بالاستئناف بل عبر دعوى بطلان في حالات محددة فقط (مثل غياب العدالة أو التلاعب في تعيين المحكم).

 متى يكون التحكيم هو البديل الأفضل للقضاء؟

• عند وجود نزاع مالي أو تجاري كبير يحتاج لحسم سريع.

   

• إذا كانت أطراف النزاع من شركات أجنبية ومحلية.

   

• عندما يكون حفظ السرية أمرًا ضروريًا.

   

• في العقود المعقدة التي تتطلب خبرة فنية خاصة.

   

 خاتمة 

يمثل التحكيم التجاري في السعودية خيارًا فعالًا لحل النزاعات التجارية بطريقة مرنة وعادلة. ومع وجود نظام قانوني متطور ومراكز تحكيم معترف بها، أصبح التحكيم أداة موثوقة تواكب تطورات السوق المحلي والعالمي.

إذا كنت صاحب شركة أو مستثمرًا، فمن الضروري إدراج بند التحكيم في عقودك التجارية لضمان حماية حقوقك القانونية بأفضل الطرق الممكنة.